مع بداية العام الثاني للطفل تبدأ شخصيته المستقلة بالتكون وعلى الأسرة أن تعامله كأحد أفرادها من خلال توفير الحاجات المادية الأساسية له مثل السرير، اللعب، الملابس، والقول: هذه لعبة زكي وهذا سرير زكي وهذا حذاء زكي، ومن خلال ذلك يبدأ الطفل بتكوين فكرة أولية عن ذاته من خلال الحاجات المادية الملموسة العائدة له، وبذلك تبدأ أيضاً شخصيته المادية بالتكون
كذلك نعمل على تكوين الجانب المعنوي لهذه الشخصية من خلال مناقشته في شؤونه الخاصة وعدم فرض الرأي عليه، بل تعليمه وإقناعه بما هو مطلوب منه وبما يدور حوله، فمثلاً نقول له: هل تريد أن تأكل؟ هل تحب أن تلعب؟ هل ترغب في الخروج معنا؟ أي أننا نستعمل صيغة الاستفهام وليس صيغة الأمر مثل: تعال اجلس، اذهب، نم، ويأتي دور الأهل هنا من خلال تمضية الوقت الكافي مع أطفالهم وحثهم وتشجيعهم على اللعب والنطق وهذا يسهم في نموهم الذهني والاجتماعي ويزيد من استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم